الغذاء والدواء …في عيد اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية
بمناسبة اليوبيل الفضي ومرور 25 عام على تولي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم سلطاته الدستورية، أكد مدير عام المؤسسة الأستاذ الدكتور نزار محمود مهيدات على أن الرؤى الملكية السامية الحكيمة على مدار تولي جلالته سلطاته الدستورية شكلت منهجية وطنية ورؤية استشرافية طموحة لتطوير قطاع الصناعة الدوائية والغذائية والمستلزمات الطبية مكرسا جهوده لجعل المملكة مركزاً إقليمياً رائدا لهذه الصناعات.
وأشار مهيدات إلى أن جلالة الملك أولى جلّ عنايته لقطاعات التصنيع الغذائي والدوائي والمستلزمات الطبية ما جعلها تتقدم إلى هذه المرحلة التاريخية من النمو الملحوظ لدى تتبع مسيرة تطورها في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين والمؤشرات الإيجابية التي حققتها نتيجة الدعم المتواصل من قبل جلالته، لافتا إلى أن عدد مصانع الأدوية الأردنية 30 مصنعا ، تصنع 4498 صنفا دوائيا محليا مسجلا، تصدر إلى 65 سوقا عالميا لما تحظى به من جودة وسمعة متميزة، ويتواجد 15 مصنع خارج المملكة، فيما يزيد عدد المصانع الغذائية الأردنية عن 2924 مصنعا غذائيا تصدر منتجاتها إلى 96 سوقا عالميا.
وتابع مهيدات أنه وبفضل تشجيع واهتمام جلالة الملك تصدر الأردن مراكز متقدمة وحقق نجاحات خلال جائحة كورونا تفوقت في تحويل الأزمة إلى فرصة بعزيمة صلبة حيث تم إيجاد 51 مصنعا للمعقمات و 56 مصنعا للكمامات خلال ثلاثة شهور تصدر إلى عدة دول ومنها دول عظمى، ما وضع الأردن على الخارطة العالمية في هذا المجال.
وأضاف أن الرؤية الملكية الاستباقية للقائد الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كانت سباقة في إدراج الأمن الغذائي والدوائي ضمن الأولويات الوطنية المتقدمة منذ سنوات وتنبهت مبكرا لأهميته، سواء من حيث تكثيف الجهود لتطوير مواصفات وجودة المنتجات المحلية، وأهميّة التوسع في صناعات جديدة بقطاعات الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية والتصنيع الغذائي لغايات رفد السوق المحلي والتصدير ،
وبين مهيدات أن الرؤية الملكية منذ تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية اعتمدت على تحويل هذه القطاعات إلى أنموذج يحتذى به في المنطقة والإقليم وتنفيذا لهذه الرؤية والتوجيهات الملكية السامية تم تشكيل لجنة توجيهية عليا لتعزيز المنتجات الوطنية انبثق عنها ثلاث لجان فرعية لتطوير الصناعات الدوائية واللوازم الطبية والتصنيع الغذائي معربا عن تشرفه برئاسة اللجنة الدوائية التي جاءت للمتابعة والإشراف على عملية التصنيع الدوائي في المملكة، والتي انبثق عنها خطط لتسريع إجراءات اعتماد خطوط الإنتاج وتصنيف وتسجيل المستحضرات.
فضلا عن التوجيه بإنشاء منظومة تضمن الحفاظ على الأمن الغذائي في الأردن سواء من حيث تعزيز الإنتاج الغذائي والحفاظ على مخزون غذائي استراتيجي آمن ومستدام ودعم الجهات الرقابية على الغذاء وإنشاء المجلس الأعلى للأمن الغذائي مما وضع الأردن في مكان متقدم في هذا المجال وتحول الأردن إلى مركز إقليمي للغذاء ، حيث سجلت صادرات قطاع الصناعة الغذائية الأردنية نموا متزايدا خلال الفترة الماضية بلغت معه قيمة صادرات الصناعة الغذائية 788مليون دينار أردني خلال عام 2022.
وأضاف أن رؤية التحديث الاقتصادي والتي جاءت بتوجيهات ملكية سامية أدرجت القطاع الدوائي ضمن أولوياتها باعتباره قطاعا رائدا من حيث فرصه وآفاقه الواعدة القابلة للتطور والتوسع بشكل استراتيجي، حيث سجلت صادرات قطاع الصناعة الدوائية الأردنية نموا متزايدا خلال الفترة الماضية وصل معه عدد الأصناف الدوائية المصدرة خلال عام 2023 إلى 2480 صنفا دوائيا وبقيمة إجمالية وصلت إلى 616.3 مليون دينار أردني.
ودأبت المؤسسة على ترجمة الرؤى الملكية السامية على وكثفت جهودها في تبني العديد من المبادرات والبرامج ومنهجيات العمل المستمدة منها بما في ذلك الدعم المتواصل للقطاعات المذكورة واستطلاع احتياجاتها ميدانيا وتعزيز التعاون والشراكة الفاعلة معها لتعزيز تنافسية المنتجات الأردنية، وتعزيز صادراتها، وفتح أسواق خارجية جديدة أمامها وتهيئة منظومة وبيئة رقابية وتنظيمية جاذبة ومنافسة وتذليل أي معيقات قد تواجهها، مشكلة تجربة أردنية متقدمة ورائدة على مستوى المنطقة وقصة نجاح يشار لها بالبنان ومرجعا ومصدرا لتقديم الخبرات والتدريب لنظيراتها من الهيئات الرقابية على الغذاء والدواء في دول المنطقة تجربة يحتذى بها في مواصلة تطوير المنظومة الرقابية والتنظيمية وتوسع هذه المظلة باستحداث فروع منتشرة في مختلف محافظات المملكة.
ووفقاً للرؤى الملكية السامية للتحديث الاقتصادي بصفتها من أهم المرتكزات التي تستند عليها المؤسسة عقدت المؤسسة مؤتمرها الدولي الثالث للدواء بعنوان "الرؤى الملكية في تحقيق الأمن الدوائي" مطلع شهر حزيران من العام 2023 لوضع تصور شامل لتعزيز نمو القطاع وتمكينه وتذليل المعيقات أمامه وتعزيز البيئة الاستثمارية وبحث آخر المستجدات التنظيمية محلياً وإقليمياً وعالمياً في مجال الرقابة على الدواء بما في ذلك سلاسل التوريد وتعزيز البحث والتطوير في الصناعة الدوائية وتحقيق الابتكارات الدوائية والأدوية ذات القيمة المضافة وسبل تمكين الصناعات البيولوجية والبيولوجية الشبيهة.
ولفت مهيدات إلى المبادرة التي أطلقتها المؤسسة لتشجيع شركات الأدوية المحلية على تصنيع وتسجيل الأدوية التي قد تواجه نقص محتمل في عملية توريدها للسوق المحلي من خلال توفير قائمة أدرجت ضمنها هذه الأدوية ومنح مزايا تحفيزية عند تقديم ملفات تسجيل الأدوية منها إعطاء أولوية في التسجيل وتقديم الاستشارات الفنية من قبل المؤسسة وذلك لغايات تحقيق الأمن الدوائي في المملكة بالتعاون مع قطاع الصناعة الدوائية الوطنية وتوفير الأدوية بأسعار مناسبة للمواطنين.
وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا رفع مهيدات باسمه واسم منتسبي المؤسسة إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم أسمى آيات التهنئة والتبريك مؤكدين أنهم على العهد ماضون ومعربين عن الفخر والاعتزازنا بمسيرة حافلة بالإنجازات تحققت في عهد جلالته وعلى كافة المستويات والمجالات، مكللة بالبناء والعطاء للأردن وتمكين مؤسسات الدولة الأردنية وخدمة المواطن الأردني ومستقبله، ودعم مسيرة الإصلاح والتحديث والتنمية، مرسخا مفاهيم الإنجاز والتميز والريادة ليغدوا الأردن اليوم مركزا محوريا في المنطقة والعالم في مختلف المجالات ومنها الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية والاستثمار والتنمية الاقتصادية والصحية وغيرها من الملفات ذات الأولوية. تم النشر بتاريخ 7-2-2024